للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما المذموم فأن يقع منه أو عليه أمر لا يحبه فيقول: لو أني فعلت كذا لكان كذا، فهذا من عمل الشيطان؛ لأن فيه محذورين:

أحدهما: أنها تفتح عليه باب الندم والسخط والحزن الذي ينبغي له إغلاقه، وليس فيها نفع.

الثاني: أن في ذلك سوء أدب على الله وعلى قدره، فإن الأمور كلها والحوادث دقيقها وجليلها بقضاء الله وقدره، وما وقع من الأمور فلا بد من وقوعه، ولا يمكن رده، فكان في قوله: لو كان كذا أو لو فعلت كذا كان كذا، نوع اعتراض ونوع ضعف إيمان بقضاء الله وقدره. ولا ريب أن هذين الأمرين المحذورين لا يتم للعبد إيمان ولا توحيد إلا بتركهما.

وأما المحمود من ذلك فأن يقولها العبد تمنيا للخير. كقوله صلى الله عليه وسلم: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولأهللت بالعمرة"١.

وقوله في الرجل المتمني للخير: "لو أن لي مثل مال فلان، لعملت فيه مثل عمل فلان"٢.

و"لو صبر أخي موسى لقص الله علينا من نبأهما"٣ أي في قصته مع الخضر.


١ رواه البخاري, كتاب الحج, باب تقضي الحائض المنسك كلها إلا الطواف بالبيت (٢ /٥٩٤- ٥٩٥) حديث رقم (١٥٦٨) . ومسلم: كتاب الحج، باب بيان وجوه الإحرام (٢ /٨٨٣- ٨٨٤) حديث رقم (١٢١٦) . وهو جزء من حديث طويل عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -.
٢ رواه الترمذي (السنن) ٤ /٥٦٢ (كتاب الزهد) (باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر) حديث (٢٣٢٥) وقال: (حسن صحيح) . اهـ.
٣ رواه البخاري: كتاب الأنبياء باب حديث الخضر مع موسى - عليهما السلام - (٣ /١٢٤٦- ١٢٤٨) رقم (٣٢٢٠) . ومسلم: كتاب الفضائل, باب فضائل الخضر عليه السلام (٤ /١٨٥٠-١٨٥٢) حديث رقم (٢٣٨٠) وهو جزء من حديث طويل عن أبي بن كعب - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>