الخاصة والعامة، فإنه من الإيمان. ومن لم يقم بذلك ويحب لهم ما يحب لنفسه، فإنه لم يؤمن الإيمان الواجب، بل نقص إيمانه بقدر ما نقص من الحقوق الواجبة عليه.
وفي صحيح مسلم - من حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا» ) .
والرضا بذلك يقتضي الفرح بذلك، والسرور بربوبية الله له، وحسن تدبيره وأقضيته عليه، و [أن] يرضى بالإسلام دينا، ويفرح به، ويحمد الله على هذه النعمة التي هي أكبر المنن حيث رضي الله له الإسلام ووفقه له، واصطفاه له ويرضى بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا إذ هو أكمل الخلق، وأعلاهم في كل صفة كمال. وأمته وأتباعه أكمل الأمم وأعلاهم، وأرفعهم درجة في الدنيا والآخرة.
فالرضا بنبوة الرسول ورسالته، وأتباعه من أعظم ما يثمر الإيمان، ويذوق به العبد حلاوته. قال تعالى:{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[سورة آل عمران: ١٦٤]{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[سورة التوبة: ١٢٨] .