فالراسخون زال عنهم الجهل والريب وأنواع الشبهات، وردوا المتشابه من الآيات إلى المحكم منها، وقالوا آمنا بالجميع، فكلها من عند الله وما منه وما تكلم به وحكم به كله حق وصدق.
ولعلمهم بالقرآن العلم التام، وإيمانهم الصحيح - استشهد بهم في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[سورة الروم: ٥٦] .
وأخبر تعالى في عدة آيات أن القرآن آيات للمؤمنين، [وآيات] للموقنين. لأنه يحصل لهم بتلاوته وتدبره من العلم واليقين والإيمان. بحسب ما فتح الله عليهم منه. فلا يزالون يزدادون علما وإيمانا ويقينا.
فالتدبر للقرآن من أعظم الطرق والوسائل الجالبة للإيمان، والمقوية له. قال تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[سورة ص: ٢٩] .
فاستخراج بركة القرآن - التي من أهمها حصول الإيمان - سبيله وطريقه