فالإيمان يدعو إلى الشكر والشكر ينمو به الإيمان. فكل منهما ملازم وملزوم للآخر.
٦- ومن أسباب دواعي الإيمان: الإكثار من ذكر الله كل وقت، ومن الدعاء الذي هو مخ العبادة.
فإن الذكر لله يغرس شجرة الإيمان في القلب، ويغذيها وينميها. وكلما ازداد العبد ذكر الله قوي إيمانه، كما أن الإيمان يدعو إلى كثرة الذكر. فمن أحب الله أكثر من ذكره، ومحبة الله هي الإيمان، بل هي روحه.
٧- ومن الأسباب الجالبة للإيمان: معرفة محاسن الدين.
فإن الدين الإسلامي كله محاسن، عقائده أصح العقائد وأصدقها وأنفعها، وأخلاقه أحمد الأخلاق وأجملها، وأعماله وأحكامه أحسن الأحكام وأعدلها.
وبهذا النظر الجليل يزين الله الإيمان في قلب العبد، ويحببه إليه. كما امتن به على خيار خلقه، بقوله:{وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ}[سورة الحجرات: ٧] . فيكون الإيمان في القلب أعظم المحبوبات وأجمل الأشياء. وبهذا يذوق العبد حلاوة الإيمان ويجدها في قلبه، فيتجمل الباطن بأصول الإيمان وحقائقه، وتتجمل الجوارح بأعمال الإيمان، وفي الدعاء المأثور:" اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتديين ".
٨- ومن أعظم مقويات الإيمان: الاجتهاد في التحقق في مقام الإحسان، في عبادة الله، والإحسان إلى خلقه. فيجتهد أن يعبد الله كأنه يشاهده ويراه، فإن لم يقو على هذا استحضر أن الله يشاهده ويراه. فيجتهد في إكمال العمل وإتقانه. ولا يزال العبد يجاهد نفسه؛ ليتحقق بهذا المقام العالي، حتى يقوى إيمانه ويقينه، ويصل في ذلك إلى حق اليقين - الذي هو أعلى مراتب اليقين - فيذوق