للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشافعي رحمه الله: لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلا هذه السورة لكفتهم [١٢]


[١٢] قوله: الشافعي: هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي نسبة إلى جده الرابع اسمه شافع، وهو من قريش، من بني المطلب، توفي سنة ٢٠٤هـ، وهو أحد الأئمة الأربعة، وقال هذه المقالة؛ لأن الله بين في هذه السورة أسباب الشقاوة وأسباب السعادة.
فأسباب السعادة: أن يتصف الإنسان بهذه الصفات الأربع: العلم، والعمل، والدعوة، والصبر على الأذى في سبيل الله تعالى، فقامت الحجة من الله على خلقه بهذه السورة، إن الله سبحانه يقول لهم أني قد بينت لكم أسباب السعادة في هذه السورة القصيرة المختصرة.
والقرآن كله والسنة هما تفاصيل لهذه المسائل الأربع، لكن هذه السورة بينت أسباب السعادة مجملة، فقامت بها الحجة على الخلق، وبقية نصوص القرآن والسنة مفصِّلَة ومبينة لهذه المسائل الأربع، وليس معنى كلام الشافعي أن هذه السورة تكفي الناس، لو ما أنزل الله غيرها؛ لكنها أقامت الحجة عليهم لأن الله بين فيها أسباب السعادة وأسباب

<<  <   >  >>