للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ذكر في بدايته خبر فتح عياض بن غنم للرقة، ثم ذكر من نزل الرقة من الصحابة ثم من التابعين ثم من بعدهم. وبعض التراجم لا تتجاوز السطر الواحد لكنه يقدم تراجم طويلة للأشخاص المهمين مثل وابصة بن معبد من الصحابة وميمون بن مهران من التابعين، ففي ترجمة ميمون بن مهران ذكر أصله وسنة ولادته ووفاته ووصف عبادته ورقة قلبه ونقل بعض أقواله في الأخلاق والرقائق كما ذكر بعض الأحداث التي وقعت له والتي يتبين منها لقياه بالشيوخ المعاصرين له ووجوده في الأماكن التي زارها، وتزيد طول هذه الترجمة على المائة وخمسين سطرا، ولا شك أن دور ميمون بن مهران في حياة الرقة العلمية هو الذي جعل القشيري يطيل ترجمته.

وبقي أيضا كتاب "طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها"١ لأبي الشيخ ابن حيان الأنصاري "ت٣٦٩هـ".

وقد ذكر فيه من قدم أصبهان من الصحابة والتابعين ومن تلاهم حتى ذكر معاصريه مع الحديث الذي يتفرد به واحد منهم ولا يرويه غيره بذلك الإسناد٢. ويهتم أبو الشيخ بذكر الأنساب وسني الوفيات وأحيانا الولادة، وقد جعلهم إحدى عشرة طبقة ولكنه لم يذكر سوى عشرة طبقات أولها الصحابة.

ولم يقصر بحثه على الثقات بل ترجم لبعض المجروحين وبين الجرح فيهم مثل قوله في ابراهيم بن ناصح بن المعلى "كان يحدث بالبواطيل متروك الحديث"٣.

وينقل أبو الشيخ الأنصاري أقوال أئمة الجرح والتعديل كالإمام مالك والبخاري في بعض من ترجم لهم، وهو يذكر بعض من ولد وعاش خارج أصبهان لمجرد أن أصله منها مثل ترجمته لمحمد بن عمر بن عيسى في الطبقة الخامسة.


١ منه نسخة كاملة في دار الكتب الظاهرية، "تاريخ، ٦٥".
٢ أبو الشيخ الأنصاري: مقدمة طبقات المحدثين بأصبهان.
٣ المصدر السابق ٢/ ١٣٥.

<<  <   >  >>