للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اعتمد أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "ذكر أخبار أصبهان" على كتاب أبي الشيخ الأنصاري فنقل عنه كثيرا.

وبقي كتاب "تاريخ داريا"١ لأبي عبد الله عبد الجبار بن عبد الله الخولاني الداراني "ت٣٧٠هـ" وقد ترجم فيه لسبعة وأربعين محدثا من أهل داريا من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وأهل العلم على طبقاتهم وأزمانهم وذكر وفياتهم ومن أعقب منهم ومن لم يعقب إلى وقته٢. ولا يطيل ذكر الأنساب بل يقتصر على إسم الشخص ووالده وكنيته ونسبته إلى قبيلته ونزوله داريا وأحيانا موضع نزوله منها، ويورد رواية له أو أكثر، ويذكر أحيانا وظيفة الراوي، وينقل عن بعض كتب الطبقات السابقة على تأليفه كطبقات أبي زرعة النصري الدمشقي٣، وكتاب الطبقات لعبد الرحمن بن إبراهيم، وقد نثر ابن عساكر أكثر تاريخ داريا في كتابه "تاريخ دمشق" ولكن بقيت لتاريخ مزيتان: تفرده -على صغر حجمه- بمعلومات لا توجد في "تاريخ دمشق"، -على سعته- والثانية إلمام مؤلفه الشامل بداريا وأحوال أهلها وأصولهم وأنسابهم مما يثير الإعجاب٤.

وقد فقد "تاريخ نيسابور" لأبي عبد الله الحاكم "٤٠٤هـ" ولكن وصل إلينا مختصر له٥ فقد اختصر أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد المعروف بالخليفة النيسابوري, حيث أمعن في تجريد الأسماء، في حين أن الحاكم كان قد فصل التراجم أكثر مما فعل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد٦ ولذلك فلا يمكن


١ طبع بعناية سعيد الأفغاني، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق، مطبعة الترقي "١٣٦٩هـ-١٩٥٠م".
٢ الخولاني: تاريخ داريا، ٣.
٣ المصدر السابق، ٤٥.
٤ سعيد الأفغاني: مقدمة تاريخ داريا.
٥ طبع باعتناء الدكتور بهمن كريمي، الناشر: مكتبة ابن سيناء، طهران ١٣٣٩هـ، وهو "بالفارسية".
٦ قال السبكي: "وقد كانت نيسابور من أجل البلاد وأعظمها، ولم يكن بعد بغداد مثلها =

<<  <   >  >>