للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقويم مادة تاريخ نيسابور عن طريق الاطلاع على مختصره لكن هذا المختصر يفيد في بيان ترتيب الكتاب الأصلي وإطاره العام فهو يبدأ بذكر خراسان ومن ورد من آيات وأحاديث وأخبار في مدحها ثم ذكر من نزلها من الصحابة ثم التابعين ثم الأتباع ممن وردها أو سكنها أو حدث بها ثم من بعدهم من علماء نيسابور، وقد رتبه على الطبقات حيث جعلهم ست طبقات.

كذلك وصل إلينا الجزء الأول من كتاب "الذيل على تاريخ مصر"١ لأبي القاسم يحيى بن علي الحضرمي المعروف بابن الطحان "ت٤١٦هـ" وهو ذيل على "تاريخ مصر" لأبي سعيد بن يونس، لكنه استدرك عليه بعض ما فاته من تراجم الصحابة الواردين إلى مصر. ويذكر ابن الطحان عادة إسم الرجل وشيخه وتلميذه، وأحيانا يسوق رواية من طريقه، ويذكر سماعه من بعضهم، وقد رتبهم على حروف المعجم مراعيا الحرف الأول من الإسم فقط.

ومما بقي من تواريخ الرجال المحلية كتاب "ذكر أخبار أصبهان"٢ لأبي نعيم الأصبهاني "ت٤٣٠هـ" وقد بدأه بمقدمة طويلة عن فضائل أصبهان وخبر فتحها وخططها، وقد بدأ التراجم بمن دخل أصبهان من الصحابة ثم ذكر من


= وقد عمل لها الحافظ أبو عبد الله الحاكم تاريخا تخضع له جابذة الحفاظ وهو عندي سيد التواريخ. وتأريخ الخطيب وإن كان أيضا من محاسن الكتب الإسلامية إلا أن صاحبه طال عليه الأمر وذلك لأن بغداد وإن كانت في الوجود بعد نيسابور إلا أن علماءها أقدم لأنها كانت دار علم وبيت رئاسة قبل أن ترتفع نيسابور ثم أن الحاكم قبل الخطيب بدهر، والخطيب جاء بعده، فلم يأت إلا وقد دخل بغداد ممن لا يحصى شيوخه أو شيوخ شيوخه أو ممن تقارب من دهره لتقدم الحاكم وتأخر علماء نيسابور، فلما قل العدد عنده كثر في المقال، وأطال في التراجم واستوفاها. والخطيب واضح العذر الذي أبديناه. "السبكي: طبقات الشافعية ١/ ١٧٣".
١ مخطوط في دار الكتب الظاهرية، مجموع ١١٦ "ق٢٢٠-٩، ويقع في ٣١ ورقة ذات وجهين.
٢ طبع في ليدن، مطبعة بريل ١٩٣١م.

<<  <   >  >>