للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودع ذكر جرجان فإن شيوخنا ... ببلدة نيسابور أعلى فما الحزن

فيحيى بن يحيى لا يقاس بغيره ... كفاك به عزا إذا كنت ممتحن

وتابعهم إسحق لله دره١ نعم ... والرباطي فضلهم غير مكتمن٢

وقد لعبت عصبية الأمصار دورا في نشوء تواريخ المدن بصورة عامة وبالتالي ظهور تواريخ الرجال المحلية التي تقتصر في التأليف على رجال بلدة بعينها بقصد إظهار مكانتها وتفوقها العلمي على غيرها من المدن، وقد كانت عصبية الأمصار دافعا مباشرا في كتابة بعض تواريخ الرجال المحلية قال حمزة السهمي "ت٤٢٧هـ" في مقدمة كتابه تاريخ جرجان "فإني لما رأيت كثير من البلدان تعصب أهلها وأظهروا مفاخرها بدخول الصحابة ... رضي الله عنهم أجمعين بلادهم وكون الخلفاء والأمراء وجماعة من العلماء عندهم، حتى أرخوا لذلك تواريخ وصنفوا فيها تصانيف على ما بلغهم، ولم أر أحدا من مشايخنا رحمهم الله صنف في ذكرعلماء أهل جرجان تصنيفا أو أرخ لهم تاريخ على توافر علمائها وتظاهر شيوخها وفضلائها فأحببت أن أجمع في ذلك مجموعا" ثم ذكر انحطاط النشاط الفكري في جرجان إذ تفانى العلماء الذين يوثق بعلمهم٣.

ولعل أقدم كتاب خصص لرجال مدينة معينة هو تاريخ واسط لبحشل ألفه سنة ٢٨٨هـ وهذا لا يعني أن التواريخ المحلية لم تكن معروفة قبل بحشل، فقد ألف ابن زبالة كتابه "أخبار المدينة" في حدود سنة ١٩٩هـ٤ والف الأزرقي "ت بعد ٢٤٤هـ" كتابه "أخبار مكة" في النصف الأول من القرن الثالث الهجري، ولكن هذه المؤلفات في تواريخ المن لم تتناول تراجم المحدثين في المدينة فلا صلة لها بعلم الرجال. وقد ذكر التقى الفاسي مؤرخ مكة في القرن


١ في الأصل "فكر جرجان" وقد اثبت "ذكر جرجان" ليستقيم المعنى، وكذلك "كفاك". أصلها "كلاك" و"دره" أصلها "درة".
٢ الحاكم: تاريخ نيسابور ١٠٢-١٠٣.
٣ السهمي: تاريخ جرجان، ٣-٤.
٤ انظر عن نطاق ابن زبالة صالح العلي: المؤلفات العربية عن المدينة والحجاز، ١٣.

<<  <   >  >>