للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسهال، فتشفى بطونها بسبب ذلك.

ويدل على هذا وأن ما يحصل لها إنما هو بسبب سماع أصوات المعذبين أن أصحاب هذه الخيول لا يذهبون بها إلى قبور الأنبياء والصالحين؛ ولا إلى قبور عموم المسلمين، ولا يذهبون بها إلى قبر الشافعي وأشهب وغيرها من قبور الصالحين بالديار المصرية، وإنما يذهبون بها إلى قبور هؤلاء المعذبين في قبورهم (١).

وقد بين شيخ الإسلام -رحمه الله- أن هذه عادة معروفة لهؤلاء القوم وأمثالهم "إذا أصاب الخيل مغل ذهبوا بها إلى قبور النصارى بدمشق، وإن كانوا بمساكن الإسماعيلية والنصيرية ونحوهما، ذهبوا بها إلى قبورهم، وإن كانوا بمصر ذهبوا بها إلى قبور اليهود والنصارى، أو لهؤلاء العبيديين" (٢) ونحوهم. ومما يؤكد كفر هؤلاء القوم، وأن ما يحدث للخيل هو بسبب سماع صوت عذابهم في القبور، أن قبورهم ليست إلى قبلة المسلمين وإنما هي موجهة إلى غير القبلة، بخلاف قبور سائر المسلمين والمؤمنين (٣).

[المسألة الثانية: بيان حال العبيديين الفاطميين وكفرهم وزندقتهم]

لقد أحسن هؤلاء القوم الظن بالعبيدين بناء على الشبهة المذكورة التي سبق بيانها، وبناء على ما أشاعه العبيديون حول أنفسهم من انتسابهم إلى بيت النبوة، فلهذا اعتقد فيهم جماعة كبيرة من الناس أنهم كان من الأولياء الصالحين ومن السادة المنتجبين، بل لقد غلا البعض في الاعتقاد بهم حتى جعلوهم أئمة معصومين (٤)، وهذا القول شر بكثير من قول الرافضة بعصمة أئمتهم "فإن الرافضة ادعت ذلك فيمن لا شك في إيمانه وتقواه بل فيمن لا يشك أنه من أهل الجنة:


(١) انظر: الفتاوى الكبرى (٣/ ٤٩٩ - ٥٠٠).
(٢) المصدر السابق (٣/ ٤٩٩ - ٥٠٠).
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٢٨٦)، (٣٥/ ١٣٩)، الفتاوى الكبرى (٣/ ٤٩٩)، ونبذة عن آخر حياة شيخ الإسلام (ص: ٢٢)، الرد على البكري (٢/ ٥٨٨).
(٤) جامع المسائل (٤/ ٣٢).

<<  <   >  >>