للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كعلي والحسن والحسين -رضي الله عنهم- ومع هذا فقد اتفق أهل العلم والإيمان على أن هذا القول من أفسد الأقوال" (١)، وأن من ادعى عصمة هؤلاء السادة المشهود لهم بالإيمان والتقوى والجنة فهو في غاية الضلال والجهالة، فكيف بمن ادعى العصمة لقوم مشهورين بالكفر والالحاد والزندقة؟! (٢)، بل قد بلغ الحال بطائفة من اتباعهم إلى ادعاء الألوهية فيهم -والعياذ بالله- (٣).

وقد بين شيخ الإسلام في هذه المناظرة لمن حاوره منهم أن العبيديين ما كانوا إلا زنادقة منافقين، خارجين عن الشرعة والدين، والناظر في مصنفات شيخ الإسلام -رحمه الله- يجد أنه أبان الكثير من حالهم ومعتقداتهم وضلالهم وانحرافاتهم، ويمكن إجمال أهم ما ذكره شيخ الإسلام عن الفاطمية العبيدين مما يتعلق بانحرافهم في العقيدة بالأمور التالية:

-تظاهرهم بالرفض وإبطانهم الكفر والزندقة والالحاد: "فهم يظهرون التشيع لمن يدعونه، وإذا استجاب لهم نقلوه إلى الرفض والقدح في الصحابة، فإن رأوه قابلا نقلوه إلى الطعن في علي وغيره ثم نقلوه إلى القدح في نبينا وسائر الأنبياء وقالوا: إن الأنبياء لهم بواطن وأسرار تخالف ما عليه أمتهم" (٤)، فيصبح بعد ذلك ملحداً زنديقاً، ولقد كان شيخ الإسلام كثيراً ما ينقل -عند ذكرهم -كلمة أبي حامد الغزالي: «ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض» (٥).

-اعتقادهم الباطني: فقد ادعوا أن للشريعة باطنا وظاهراً وأنهم أصحاب العلم الباطن، وهذا العلم كفر باتفاق المسلمين واليهود والنصارى؛ بل أكثر المشركين على أنه كفر أيضاً؛ فإن مضمونه الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله


(١) مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٢٠).
(٢) انظر: المصدر السابق (٣٥/ ١٢٦).
(٣) انظر الرد على الشاذلي (ص:١٧٧).
(٤) مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٣٦)، وانظر: مسألة في الكنائس (١٠٤، ١٠٦).
(٥) هذه العبارة ذكرها الغزالي -رحمه الله- في كتابه فضائح الباطنية (ص: ٣٧).

<<  <   >  >>