للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: مناظرته مع بعض علماء النصارى في تأليه المسيح دون غيره من الأنبياء: وفيه مطلبان]

[المطلب الأول: عرض المناظرة]

• تمهيد:

ذكر شيخ الإسلام -رحمه الله- هذه المناظرة في معرض رده على القائلين بوحدة الوجود، حيث إن بعضهم قد شبه ما يدعيه من اتحاد الله به، بالظل وصاحبه، فبين شيخ الإسلام أن هذا مناقض للوحدة، وأن الظل مغاير لصاحب الظل، فيلزم منه إثبات شيئين لا شيء واحد.

ثم بين شيخ الإسلام أن ما ذكره هذا الرجل من التشبيه هو مثل تشبيه من شبه اتحاد المخلوق بالخالق بالشمس وشعاعها أو السراج وضوئه.

وذكر رحمه الله (١) أن هذه هي طريقة النصارى وأنهم يشبهون الاتحاد (٢)


(١) انظر: مجموع الفتاوى (٢/ ٣٤٥ - ٣٤٦).
(٢) الاتحاد: صيرورة الشيئين واحدًا، وهو نوعان: عام، وخاص.
فالاتحاد العام هو: اتحاد الذات الإلهية مع جميع الكائنات فتصبح عين وجودها، وهو قول الملاحدة الذين يزعمون أن ذات الله هي عين وجود الكائنات.
والاتحاد الخاص: هو اتحاد الذات الإلهية ببعض الناس المخصوصين وامتزاج الذات مع الإنسان في شخص واحد، كما تقول بذلك فرق النصارى حيث يقولون: باتحاد اللاهوت والناسوت معًا، وامتزاجهما في شخص المسيح -عليه السلام-. وكلا النوعين باطل في حق الله عز وجل تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. انظر: التعريفات للجرجاني (ص: ٦)، مجموع الفتاوى (٢/ ١٧١).

<<  <   >  >>