للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: دراسة أهم المسائل العقدية الواردة في هذه المناظرة]

أفحم شيخ الإسلام -رحمه الله- هذا الشيخ المقدم في جماعته، فلم يكن بإمكانه أن يقول في إجابته على سؤال شيخ الإسلام: إن من كانت هذه حاله يكون موالياً للمحبوب موافقاً له؛ لأن هذا ظاهر الفساد والكذب والبطلان، فكيف يكون موالياً له موافقاً له، وهو يحب ما يبغضه ويوالي من يعاديه؟! بل إن من كانت هذه حاله مع محبوبه فهو في الحقيقة عدو له مخالف له، ولذلك فقد لزم هذا الشيخ الصمت وبهت ولم يحر جواباً، وكأنما ألقم حجرا كما ذكر ابن القيم -رحمه الله-.

ودراسة شبهة هذا الشيخ ستكون من وجهين:

[الوجه الأولى: بيان أصل الشبهة]

أصل شبهة هؤلاء الجبرية الإباحية: هي ظنهم أن كل ما قضاه الله وقدره وأراده فقد أحبه ورضيه، وكل ما في الكون فقد أراده الله؛ إذ لولا ذلك لم يكن، وبالتالي فيجب حب كل ما في الكون؛ لأن كل ما في الكون قد أراده الله وأحبه.

فشبهة هذا الرجل بنيت على أمرين:

الأمر الأول: أن كل ما أراده الله فقد أحبه.

الأمر الثاني: أن المحبة نار تحرق من القلب كل ما سوى مراد المحبوب.

فمن أحب الله فيجب عليه أن يحب كل ما أراده الله وأحبه، والله قد أراد كل

<<  <   >  >>