للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٩) استخدام أسلوب الردع والزجر عند الحاجة لذلك]

كان شيخ الإسلام رحمه الله بشراً يعتريه ما يعتري البشر من غضب وحدة أحياناً، وخصوصاً عند معاندة المخالف للشرع، ورفضه الانصياع للدين والحق، ولذلك لما استطال خصومه من الرفاعية على شرع الله وتلاعبوا في دين الله، غضب عليهم أشد الغضب، ولما أخذ شيخهم يقول: «يا مولانا لا تتعرض لهذا الجناب العزيز يعني أتباع أحمد بن الرفاعي!» (١)، قال شيخ الإسلام: «فقلت منكرًا بكلام غليظ: ويحك، أي شيء هو الجناب العزيز، وجناب من خالفه أولى بالعز يا ذو (٢) الزَّرْجَنة (٣)، تريدون أن تبطلوا دين الله ورسوله!» (٤)، ولما تمادوا في الكذب والاحتيال شدد عليهم شيخ الإسلام في الخطاب، وكان مما دعاهم به: «يا شبه الرافضة، يا بيت الكذب!» (٥)، ولما أغضبه صفي الدين الهندي بكلامه فيما لا يعلم، وتخطئته للشيخ بغير وجه حق، ومخالفته للإجماع، قال الشيخ: «فغضبت عليه وقلت: أخطأت، وهذا كذب مخالف للإجماع. وقلت له: لا أدب ولا فضيلة، لا تأدبت معي في الخطاب، ولا أصبت في الجواب» (٦).

ولما أغضبه مرة أخرى بنقله كذب الرازي على أئمة الحنابلة بأنهم يقولون بالجسمية والحشو صاح عليه شيخ الإسلام ورفع صوته مغضبًا: «سمهم قل لي منهم؟ من هم؟! أبكذب ابن الخطيب (٧) وافترائه على الناس في مذاهبهم تبطل الشريعة وتندرس معالم الدين؟!! وانزعج الشيخ انزعاجاً عظيماً على نائب


(١) المصدر السابق (١١/ ٤٧٤).
(٢) الصواب: يا ذا. والمثبت من الأصل.
(٣) قال في القاموس (ص: ١٥٥٣): «الزرجنة: التخارج، والخب، والخديعة».
(٤) مجموع الفتاوى (١١/ ٤٧٤).
(٥) المصدر السابق (١١/ ٤٧٤).
(٦) المصدر السابق (٣/ ١٨٣).
(٧) المراد الرازي.

<<  <   >  >>