للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والذي عند الإمامية من النقل عن الأئمة الموتى: إن كان حقا يحصل به سعادتهم، فلا حاجة بهم إلى المنتظر، وإن كان باطلا، فهم أيضا لم ينتفعوا بالمنتظر في رد هذا الباطل، فلم ينتفعوا بالمنتظر لا في إثبات حق، ولا في نفي باطل، ولا أمر بمعروف، ولا نهي عن منكر، ولم يحصل لواحد منهم به شيء من المصلحة، واللطف المطلوب من الإمامة» (١).

[المطلب الثاني: دراسة أهم المسائل العقدية الواردة في المناظرة]

تعتبر عقيدة الإمامة هي أكبر عقائد الرافضة وأجلها وأهمها عندهم على الإطلاق، بل إن كل عقيدةٍ أحدثها الرافضة؛ فإنما وضعوها لتمرير هذه العقيدة، أو للتأكيد على صحتها، أو للرد على الشبهات المثارة حولها.

وهي عندهم من الأهمية بمكان، حتى جعلوها منصبًا إلهيًا، ونص كثير من علمائهم على أنها تفوق مرتبة النبوة والرسالة (٢)، وروى الكليني (٣) ما يدل على أنها أعظم أركان الإسلام وأجلها (٤)، وقد اختصر ذلك ابن مطهر الحلي بقوله: «إن الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين وأشرف مسائل المسلمين» (٥).

وهدم هذه العقيدة وبيان زيفها يعني بالطبع هدم دين الرافضة من أساسه، وإبطال معتقدهم كله؛ ولذلك فقد اعتنى شيخ الإسلام بذلك غاية الاعتناء، وتجد ذلك واضحاً وملموساً في كتابه العظيم منهاج السنة النبوية، فقد أولى شيخ الإسلام


(١) منهاج السنة النبوية (١/ ١٠١ - ١٠٣).
(٢) انظر: زهر الربيع لنعمة الله الجزائري (ص: ١٢)، ودايع النبوة لهادي الطهراني (ص: ١١٤)، نقلاً عن أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (٢/ ٦٥٦).
(٣) هو أبو جعفر، محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو جعفر الكليني، رافضي إمامي، له مصنفات منها: (الكافي في علم الدين)، (رسائل الأئمة) وغيرها، (ت: ٣٢٩ هـ). انظر: السير (١٥/ ٢٨٠) الوافي بالوفيات (٥/ ٢٢٦).
(٤) انظر: أصول الكافي (٢/ ١٨).
(٥) منهاج السنة النبوية (١/ ٧٣).

<<  <   >  >>