للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد كَانَ كَالشَّمْسِ للدنيا إِذا طلعت … وَالْيَوْم لَا عوض عَنهُ وَلَا بدلُ

لله در أبي الْعَبَّاس من رجل … مَا إِن يرى فِي البرايا مثله رجلُ

قد كنت أعجوبة فِي الدَّهْر مدهشة … وَكَانَ درسك فِيهِ الْعقل ينذهلُ (١)

عاشراً: كثرة تآليفه وتصنيفاته:

لقد كان شيخ الإسلام أُعجوبة في الكتابة والتصنيف، والإفتاء والتأليف، فرسائله لا تحصى، والقواعد والأجوبة لا تكاد تستقصى، كما نصَّ على ذلك كبار تلامذته رحمه الله، مع براعة في التدوين، وجمعٍ للدلائل والبراهين منقطع النظير، قال العلامة ابن عبد الهادي: «وله من المؤلفات والفتاوى والقواعد والأجوبة والرسائل والتعاليق ما لا ينحصر ولا ينضبط، ولا أعلم أحداً من المتقدمين ولا من المتأخرين جمع مثل ما جمع، ولا صنف نحو ما صنف، ولا قريبا من ذلك» (٢).

وقال الذهبي: «وله المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان، ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر» (٣).

وقال البزار: «وأما مؤلفاته ومصنفاته فإنها أكثر من أن أقدر على إحصائها أو يحضرني جملة أسمائها بل هذا لا يقدر عليه غالباً أحد؛ لأنها كثيرة جدًا كبارًا وصغارًا وهي منشورة في البلدان فقل بلد نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه» (٤).

وقد سرد جملة منها تلميذه أبو عبدالله ابن رشيق في رسالة سماها: (أسماء مؤلفات شيخ الإسلام)، قال في مطلعها: «أما بعد فإن جماعة من محبي السنة والعلم سألني أن أذكر له ما ألَّفه الشيخ الإمام العلامة الحافظ، أوحد زمانه، فريد العصر: تقي الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية -رضي الله عنه-؛ فذكرت لهم إني أعجز عن


(١) العقود الدرية (ص:٥٨٢).
(٢) مختصر طبقات الحنابلة ضمن الجامع لسيرته (ص: ٢٥٧).
(٣) المصدر السابق (ص: ٢٥٤).
(٤) الأعلام العلية (ص: ٢٣).

<<  <   >  >>