للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله (أو عاطفا) إشارة إلى الثانية من مسائل ترجح النصب.

فقوله: (عاطفا) منصوب عطفا على قوله: (ما) أي وترجح النصب إن تلا الاسم السابق عاطفا، أيّ عاطف كان، على جملة فعلية سابقة، ولم يفصل ذلك العاطف بأمّا. كقولك١: قام زيد وعمرا أكرمته، نحو قوله تعالى [٨٢/ب] {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ} ٢ بعد قوله تعالى: {خَلَقَ الإِّنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ} ٣.

واحترز عن المفصول بأَمَّا، نحو (ضربت زيدا وأمَّا عمرو فأهنته) ٤ فالمختار فيه الرفع، لأن (أَمَّا) تقطع ما بعدها عما قبلها٥.

قال الشيخ٦: "وحتى ولكن وبل كالعاطف، نحو ضربت القوم حتى زيدا ضربته". انتهى.

وإنما لم يجعلها عاطفة هنا، وإن كانت معدودة في باب العطف من أدواته، لأن شرط العطف بها إفراد معطوفها، كما سيأتي٧، وهي هنا إذا


١ في (ب) : (نحو قولك) وفي (ج) : (قولك) .
٢ من الآية ٥ من سورة النحل.
٣ من الآية ٤ من سورة النحل.
٤ في (أ) و (ب) : (وأما عمرا فأهنته) والمثبت من (ج) .
٥ فكأن ما بعدها جملة مستقلة عن جملة (ضربت زيدا) فتأخذ حكم (زيد ضربته) .
٦ أي ابن هشام في أوضح المسالك ٢/١١.
٧ في باب العطف ص ٨١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>