للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن يستثنى من كونه كالفعل في الإفراد مسألة واحدة وهي أن يكون السببي جمعا، فإنه يجوز أن يكون النعت جمع تكسير فتقول: مررت برجل كرام غلمانه. بل يكون أرجح من الإفراد١. ولهذا قال: (ولكن يترجح) إلى آخره.

وقوله: (وأما قاعدون فضعيف) يعني أن النعت إذا رفع جمعا قوي كونه مفردا أو جمع تكسير، كما تقدم. وأما كونه جمع سلامة، نحو (مررت برجال حسنين غلمانهم) فهو ضعيف. لأنه خاص بلغة طيئ٢ دون غيرهم من العرب.

ص: ويجوز قطعه إن عُلم متبوعه بدونه بالرفع أو النصب.

ش: هذه مسألة متعلقة بالنعت ختم بها بابه. وهي أن المنعوت متى عُرف دون٣ النعت جاز في النعت القطع، بأن يرفع أو ينصب. فالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والنصب على أنه مفعول لفعل محذوف. فيقطع من الجر إليهما. فيصير في نعت المجرور ثلاثة أوجه، نحو مررت بامرىء القيس الشاعر، بالأوجه الثلاثة٤ ومن النصب إلى


١ هذا مذهب سيبويه، وذهب الشلوبين وجماعة إلى أن الإفراد أرجح.
ينظر الكتاب ٢/٤٣- هارون والتوطئة ص ١٧٩ والارتشاف ٣/ ٢٥٠.
٢ وهي المعروفة بلغة (أكلوني البراغيث) التي تلحق بالفعل علامتي التثنية والجمع مع الفاعل الظاهر. راجع التصريح٢/١١٠.
٣ في (ب) : (علم بدون) وفي (ج) بدون.
٤ وهي الجر على أنه صفة لامرىء القيس والرفع على القطع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو) والنصب على القطع فيكون مفعولا به لفعل محذوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>