ليست الغاية هي أن نقول للنصارى واليهود إنّ ديننا لا يدعونا إلى (عيب) ؛ فإنّ عندكم الحجاب كما هو عندنا..!
إنّنا لا نتبنّى هذا الخطاب الذي يرضى بأن يكون الشرع محلّ تهمة, وموضع حرج وريبة؛ حتّى نهرع لكلّ الأدلة لنقول لغيرنا إن ّالدليل على أنّنا على الحقّ, هو أنّ دينكم أيضًا يدعوكم إلى ما يدعو إليه الإسلام, وأنّ الحجّة على صواب مسلكنا, هي أنّ ذاك ما تدعو إليه عقائدكم ومذاهبكم!
إنّ غايتنا الحقّة هي تبشير المسلمة أنّ الله قد اصطفاها وخصّها بفضله أن تكون وحدها من بين نساء أمم الأرض محافظة على شريعته, مستجيبة لأمره, لمّا أوغلت الأمم الأخرى في الحرام, وتركت ما أنزل عليها من الحق القراح..
ولسنا هنا ساعين لإقناع غيرنا أننا نشاركهم في ما عندهم, إذ إنّ بيننا وبينهم مفازات كما بين الدلسة والإشراق, أو ما بين الحقّ الصُراح والباطل البَواح, وإنّما نحن ندعوهم في هذا المقام إلى أن تبصر أعينهم كيف جنت عليهم أيدي رجال الدين, ونرغّبهم في الحقّ الذي طمست حروفه في أسفارهم المقدّسة!
وهاك هذا الكتاب, حجّة للحقيقة التي يُراد وأدها, ونصرة للمسلمة التي تُعَلّم العالم اليوم معنى الطهر وحقيقة العفّة, وتظهر جمال الأنوثة المصونة, وجلال الرقي الإيماني, بعد أن استمسكت بالكتاب الهادي وتفيّأت مقيله.. فهي أحقّ الخلق بقول الشاعر:
وهم النجوم لكل عبدٍ سائرٍ ... يبغي الإله وجنة الحيوانِ (١)
وسواهم والله قطّاع الطـ ... ـريق أئمةٌ تدعو إلى النيرانِ
وقد تحدّثنا في مبتدأ الكتاب عن شبهات العالمانيين (ومن تابعهم) , وأظهرنا تهافتها وعوارها بالدليل والمثال؛ لتعلم المسلمة أنّ القوم ليسوا على شيء, وإنّما هي شبهات واهية ودعاوى واهنة..
(١) الحيوان: الحياة الحقّة.