للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أوروبا في زمن ((ما بعد الحداثة)) , حيث الثقافة (التهادميّة) والاختزال المُشطّ (١) ؛ ولذلك قال هو نفسهُ بالحرف: ((إنّ أسلمة أوروبا تُعد أمراً لا يمكن تفاديه.)) ((l’islamisation de l’Europe est inéluctable)) !! (٢)

فليست دعاوى ربط (الحجاب) بالرجعيّة التي روّج لها ((ساركوزي)) , وسنّ لأجلها قانونًا يقضي بمنع المحجبات من دخول المدارس؛ إلاّ حالة دفاع نفسي متشنّج وليست هي موقفاً عقلياً بقناعات موزونة؛ إذ كيف يجتمع القول بظلامية شرائع الإسلام مع حقيقة تفوّق هذا الدين وجاذبيّته في أوروبا نفسها, رغم غياب الكيان السياسي الذي يتبنّى حمل هذا الدين إلى الأمم الغربيّة, في نفس الآن؟!!

إنّها ازدواجيّة الخطاب.. خطاب التشويه والتخدير الموجّه إلى العامة عن طريق الإعلام.. وخطاب التحذير النابع من وعي –ولو كان جزئيًا- بقدرة هذا الدين على فرض بدائله لحلّ المشاكل الفرديّة والجماعيّة المزمنة في أوروبا!


(١) يعيش الغرب اليوم في ظلّ مناهج ((ما بعد الحداثة)) أشد أزماته الفكريّة تهديداً لكيانه الحضاري الذي يستمد
منه مبرّر فلسفته التمدّدية, بعد أن كَفَر بالحقيقة المطلقة, وسادت فيه المدراس الفكرية التي تتصادم ولا تتكامل, واجتاحته التيارات الأيديولوجية والفلسفيّة والعلميّة التي تختزل الإنسان في جانب واحد بسيط من مجموع بنائه المعقّد أو ربّما حتّى دخيل على حقيقة بنيانه؛ فهو مرّة (كائن مستهلك) , وفي أخرى (كائن جغرافي) , وفي ثالثة (كائن منطلق بلا حد) , وفي الرابعة (كائن بلا قيمة؛ لا يشدّه إلى الأرض وتد) ... !
(٢) نقل ((Philippe de Villiers)) هذا الكلام عن ((ساركوزي)) في حديث خاص بينهما, مع العلم أنّ ((Philippe de Villiers)) هو من الشخصيات المقرّبة من ((ساركوزي)) , وقد عرض بعضًا مما جاء في هذا الحوار, في لقاء صحفي مع مجلّة ((Famille Chretienne)) , وانتشر هذا الخبر على الكثير من مواقع النت..
المقال من موقع المجلّة الأسبوعيّة ((Famille Chretienne)) :
http://www.famillechretienne.fr/societe/politique/philippe-devilliers-pour-sarkozy-lislamisation-de-leurope-est-ineluctable_t٧_s٣٧_d٥٢٢٥٩.html

<<  <   >  >>