ويمثّل في الجدل الأيديولوجي والفكري داخل بلاد المسلمين, أحد عناوين الصراع بين حملة رسالة الإسلام والعالمانيين (١) ..
وهو يشغل اليوم حيزًا كبيرًا من اهتمام الشرق والغرب, متصدّرًا عناوين المشهد السياسي والثقافي والإعلامي داخل بلاد المسلمين والبلاد الغربيّة لما يحمله من دلالة, ولما احتفّت به من هالة!
وتقع الحملة الموجّهة (لقولبة) الحجاب في صور نمطيّة متعددة الأوجه السلبيّة, ضمن سياق فكري تعاظمت فيه هجمات الصادين عن الحقّ, والمتسوّرين على حقائق الدين وثوابت الشرع؛ فقد أطلق المغرضون لألسنتهم عنان قذف المسلمات الملتزمات بأحكام الشرع بالرقيع من الدعوى, تحت ستار البحث الموضوعي والنقد الواعي, ممّا كشف أضغانًا داكنة قد أُشرِبتها قلوب المخالفين, وتبدّت أوهامهم شوهاء رغم أنّهم قد سعوا إلى أن يلبسوها دثار العقل والمنطق, وأن يجمّلوها بمطارف النصح والرفق..
وقد كان راكبو متون المحادة الفجّة للإسلام في النصف الثاني من القرن العشرين, خليطًا من الليبراليين والماركسيين, ولكن لماّ غيض الطرح الماركسي في تربة الأمة, وتبخّرت آخر قطراته تحت لفح الطرح القرآني الأصيل, التحق أبناء (الآفلين) بعربة دعاة الليبرالية, (متناسين) ما كان يفرّقهم ويثير بينهم النزاع والشقاق, ثم انضمّت لقافلة (الآبقين) فلول المنصّرين على تعدد كنائسهم وبرامجهم؛ فكان الركب المسارع إلى جَدْل خيوط الفتنة, خليطًا يجمع أضغاثًا من الأفكار المتنافرة والعقائد المتحادّة التي لم يلمّ شملها ويجمع (أعوادها) المتشاكسة غير (التململ) من جاذبيّة هذا الدين!
ويتولّى الإعلام العربي اليوم عمليًا (وظيفة) نشر هذا الفكر الفاسد, وتجديع جسد الأمّة وتمزيقه بإعلان المحادة الصريحة لفريضة الحجاب؛ فصارت القنوات الفضائية تنفث سيل الشتم
(١) العالمانيون, جمع عالماني, وهو المقابل العربي الصحيح لكلمة (laïque) الفرنسيّة, لا (عِلماني) بكسر العين, ولا (عَلماني) بفتح العين؛ إذ لا علاقة لأصل الكلمة الأعجميّة ((بالعِلم)) , كما أنّه لا وجود لجذر ((عَلْم)) في المعجم العربي. وأصل الكلمة يعود إلى الكلمة اليونانية ((لاؤس)) ((????)) التي تعني الشعب الذي يفكّر في (العالم/الدنيا) ويعمل له, في مقابل طبقة رجال الدين المنشغلين بالآخرة.