للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن كتاب الله عز وجل، وتأمله، والاستنباط للأشياء منه، مما فيه تعلو مرتبة المستنبطين على من سواهم ممن يقرؤه، بقوله عز وجل: (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (١) ، ولذكره سواهم ممن يقرؤونه بما سوى ذلك، بقوله: (لا يعلمون الكتب إلا أماني) (٢) ، أي: إلا تلاوة، فلم يحمد ذلك منهم كما حمد أهل الاستنباط على الاستنباط)) (٣) .

وقال ابن حبان (محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي: ت ٣٥٤هـ) ، في كتابه (معرفة المجروحين) : ((لم يكن عمر بن الخطاب ـ] بما [قد فعل ـ يتهم الصحابة بالتقول على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ردهم عن تبليغ ما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد علم أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ليبلغ الشاهد منكم الغائب)) (٤) ، وأنه لا يحل لهم كتمان ما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكنه علم ما يكون بعده من التقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه عليه السلام قال: ((إن الله ـ تبارك وتعالى ـ نزل الحق على لسان عمر وقلبه)) (٥) ، وقال:

((إن


(١) سورة النساء: ٨٣.
(٢) سورة البقرة: ٧٨.
(٣) بيان مشكل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، للطحاوي (١٥/٣١٣-٣١٦) ، وانظر كلاماً نحو هذا الأخير في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (٢/١٠٠٤) .
(٤) حديث صحيح.
أخرجه البخاري (رقم ١٠٤، ١٨٣٢، ٤٢٩٥) ، ومسلم (رقم ١٣٥٤) ، من حديث أبي شريح الخزاعي، وأخرجاه وغيرهما من حديث غيره. بل عد هذا الحديث من الأحاديث المتواترة، لأنه روي من طريق ثمانية عشر صحابياً: انظر نظم المتناثر للكتاني (رقم ٤) .
(٥) حديث صحيح.
أخرجه الإمام أحمد (٢/٤٠١) ، وابنه عبد الله في زياداته على فضائل الصحابة (رقم ٤١٥) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٦٨٨٩) ، وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>