للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكذب أرهب)) (١)

فانظر ـ رعاك الله ـ إلى هذا الحرص البالغ في التوقي للسنة، والتأكيد الشديد على وجوب التثبت لها، من عمر أمير المؤمنين رضي الله عنه! مع أنه ـ رضي الله عنه ـ كان في جيل من أقرانه في الإيمان والعلم والسن، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكونوا بأقل منه شعوراً بعظم الأمانة، وثقل الحمل، وخطورة الأمر!!

يقول عبد الرحمن بن أبي ليلى ـ التابعي الكبير الثقة: ت ٨٣هـ ـ: ((أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم] في المسجد [، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفتي إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا)) (٢) .

وقال عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لأبيه الزبير رضي الله عنه: ((إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان؟! فقال: أما إني لم أفارقه] منذ أسلمت [،] ولقد كان لي منه وجه ومنزلة [،] وأخاف أن أزيد أو أنقص [، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار)) (٣)


(١) شرف أصحاب الحديث (٨٨- ٨٩، ٩٠- ٩١) ، بتصرف يسير.
(٢) أثر صحيح.
أخرجه ابن المبارك في الزهد (رقم ٥٨) ، وأبو خيثمة في العلم (رقم ٢١) ، وابن سعد في الطبقات (٦/١١٠) ، والآجري في أخلاق العلماء (١٤٧) ، ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (رقم ٢١٩٩ـ ٢٢٠٢) .
(٣) حديث صحيح من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه.
أخرجه أحمد (رقم ١٤١٣) ، والبخاري (رقم ١٠٧) ، وأبو داود (رقم ٣٦٥١) ، والنسائي في الكبرى (رقم ٥٩١٢) ، وابن ماجه (رقم ٣٦) ، وغيرهم، منهم: الطبراني في طرق حديث من كذب علي متعمداً (رقم ٢٦ـ ٣١) .

<<  <   >  >>