قال ابن عباس: خلق آدم من صلصال من حمإ ومن طين لازب، وأما اللزب فالجيّد اللازق، وأما الحمأ فالحمأة، وأما الصلصال فالتراب المدقّق، وإنما سمي إنسانًا لأنه عهد إليه فنسي، وقال قتادة: الصلصال الطين اليابس يسمع له صلصلة. وعن مجاهد:{مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} ، قال: منتن.
وعن قتادة:{وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} وهو إبليس خلق قبل آدم، وإنما خلق آدم آخر الخلق، فحسده عدو الله إبليس على ما أعطاه من الكرامة، فقال: أنا ناريّ وهذا طينيّ، فكانت السجدة لآدم والطاعة لله تعالى ذكره فقال: اخرج منها فإنك رجيم. وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
«خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم» .
وقوله تعالى:{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} ، قال الضحاك: يعني: المؤمنين. وعن مجاهد في قوله:{هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} ، قال: الحق يرجع إلى الله، وعليه طريقه، لا يعرّج على شيء. وفي بعض الآثار:(أن نبيًا من الأنبياء قال لإبليس: أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم؟ قال: آخذه عند الغضب والهوى) .