للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل إلى أبويه، لا يريد بذلك إلا الخير فإنه لا يؤاخذ به، فقال: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً} . وقال سعيد بن المسيب: الأوّاب الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب. وقال سعيد بن جبير وغيره: هم الراجعون إلى الخير.

قوله عز وجل: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (٢٦) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (٢٧) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً (٢٨) وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً (٢٩) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (٣٠) } .

عن ابن عباس: قوله: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} قال: هو أن تصل ذا القربة والمسكين وتحسن إلى ابن السبيل، {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً} . قال: المبذّر المنفق في غير حق. وقال ابن زيد في قوله: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ} إن المنفقين في معاصي الله، {كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} .

وعن إبراهيم: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا} ، قال: انتظار الرزق، {فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً} ، قال: ليّنًا تعدهم.

وعن الحسن في قوله: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ} ، قال: لا تجعلها مغلولة عن النفقة، {وَلاَ تَبْسُطْهَا} تبذّر بسرف، {فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً} ، قال ابن عباس: {فَتَقْعُدَ مَلُوماً} ، يقول: يلوم نفسه على ما فات من ماله، {مَّحْسُوراً} ، يعني: ذهب ماله كله فهو محسور. وقال قتادة: {فَتَقْعُدَ مَلُوماً} في عباد الله، {مَّحْسُوراً} ، يقول: نادمًا على ما فرط منك.

وقال ابن زيد: ثم أخبرنا تبارك وتعالى كيف يصنع فقال: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ

<<  <  ج: ص:  >  >>