الرجل إلى أبويه، لا يريد بذلك إلا الخير فإنه لا يؤاخذ به، فقال:{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً} . وقال سعيد بن المسيب: الأوّاب الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب. وقال سعيد بن جبير وغيره: هم الراجعون إلى الخير.
عن ابن عباس: قوله: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} قال: هو أن تصل ذا القربة والمسكين وتحسن إلى ابن السبيل، {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً} . قال: المبذّر المنفق في غير حق. وقال ابن زيد في قوله:{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ} إن المنفقين في معاصي الله، {كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} .
وعن إبراهيم:{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا} ، قال: انتظار الرزق، {فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً} ، قال: ليّنًا تعدهم.
وعن الحسن في قوله:{وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ} ، قال: لا تجعلها مغلولة عن النفقة، {وَلاَ تَبْسُطْهَا} تبذّر بسرف، {فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً} ، قال ابن عباس:{فَتَقْعُدَ مَلُوماً} ، يقول: يلوم نفسه على ما فات من ماله، {مَّحْسُوراً} ، يعني: ذهب ماله كله فهو محسور. وقال قتادة:{فَتَقْعُدَ مَلُوماً} في عباد الله، {مَّحْسُوراً} ، يقول: نادمًا على ما فرط منك.
وقال ابن زيد: ثم أخبرنا تبارك وتعالى كيف يصنع فقال: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ