وقوله تعالى:{ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} ، قال قتادة: أي: خير ثوابًا وعاقبة. وأخبرنا أن ابن عباس كان يقول: يا معشر الموالي إنكم ولّيتم أمرين بهما هلك الناس قبلكم: هذا المكيال، وهذا الميزان. قال: وذكرنا
لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:«لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه، ليس به إلا مخافة الله، إلا أبدله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك» . وعن قتادة:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} لا تقل: رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، فإن الله تبارك وتعالى سائلك عن ذلك كله. وقال مجاهد: لا ترم أحدًا بما ليس لك به علم. قال القتيبي: لا تتبعه بالحدس والظن.
وقوله تعالى:{وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً} ، أي: بطرًا وكبرًا، فإن ذلك لا يلغ بك الجبال ولا تخرق الأرض بكبرك وفخرك.
قال البغوي: ومعناه كل الذي ذكرناه في قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}{كَانَ سَيٍّئُهُ} ، أي: سيّئ ما عددنا عليك، {عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً} لأن فيما عددنا أمورًا حسنة، كقوله:{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ} ، وغير ذلك.
وقال ابن زيد في قوله:{ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} ، قال: القرآن.
قال البغوي: وكل ما أمر الله به أو نهى عنه فهو حكمة. {وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ