للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً} . قال ابن عباس: مطرودًا. وقال قتادة: {مَلُوماً} في عبادة الله، {مَّدْحُوراً} في النار.

قال البغوي: خاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآيات، والمراد منه الأمة.

قوله عز وجل: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (٤٠) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (٤١) قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (٤٢) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً (٤٣) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (٤٤) } .

قال البغوي: قوله عز وجل: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم} ، أي: اختاركم فجعل لكم الصفوة ولنفسه ما ليس بصفوة، يعني: اختاركم بالبنين ... {وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثاً} لأنهم كانوا يقولون: الملائكة بنات الله ... {إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً} يخطب مشركي مكة. {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ} ، يعني: العبر والحكم والأمثال، والأحكام والحجج والأعلام {لِيَذَّكَّرُواْ} ، أي: ليتذكّروا ويتّعظوا {وَمَا يَزِيدُهُمْ} تصريفًا وتذكيرنا وتكريرنا، {إِلاَّ نُفُوراً} ذهاباً وتباعدًا عن الحق. {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ} يعني: الآلهة، {إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} بالمغالبة والقهر ليزيلوا ملكه كفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض.

ثم نزّه نفسه فقال عز من قائل: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً * تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>