للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماوات كلامه، أرْعدوا من الهيبة حتى يلحقهم مثل الغشي. قال ابن مسعود رضي الله عنه ومسروق وغيرهما: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِم} أي: زال الفزع عنها. {قالوا ماذا قال ربكم} ؟ سأل بعضهم بعضًا: ماذا قال ربكم؟ فيخبر بذلك حملة العرش الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم لمن تحتهم، حتى ينتهي الخبر إلى أهل السماء الدنيا؟ ولهذا قال تعالى: {قَالُوا الْحَقّ} ، أي: أخبروا بما قال من غير زيادة ولا نقصان، {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} . وروى البغوي وغيره عن النواس بن سَمْعان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، فإذا تكلم أخذت السماوات منه رجفة - أو قال: رعدة شديدة - خوفًا من الله تعالى، فإذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدًا، فيكون أول مَنْ يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمرّ جبريل على الملائكة، كلما مَرّ بسماء يسأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: {قال الحقّ وهو العلي الكبير} . قال: فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي حيث أمره الله» . وروى البخاري وغيره

عن أبي هريرة أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قضى الله تعالى الأمرَ في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خُضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوانَ فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا للذي قال: {الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} .

قوله عز وجل: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (٢٤) قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦) قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ

<<  <  ج: ص:  >  >>