عن قتادة:{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ، قال: قد قال ذلك أصحاب محمد للمشركين، والله ما أنا وأنتم على أمر واحد، إن أحد الفريقين لمهتد. وقال البغوي: قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} ؟ فالرزق من السماوات المطر، ومن الأرض النبات، {قل الله} ، أي: إن لم يقولوا: رازقنا الله، فقل أنت: إن رازقكم هو الله، {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} ليس هذا على طريق الشك ولكن على جهة
الإنصاف في الحجاج، كما يقول القائل للآخر: أحدنا كاذب، وهو يعلم أنه صادق، وصاحبه كاذب.
وعن قتادة:{قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا يوم القيامة ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا} ، أي: يقضي بيننا. وعن ابن عباس قوله:{وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} ، يقول: القاضي {قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء} .
قال البغوي: أي: أعلموني الذين ألحقتموهم به، أي: بالله، شركاء في العبادة معه هل يخلقون؟ وهل يرزقون؟ {كَلا} لا يخلقون ولا يرزقون، بَلْ هُوَ اللَّهُ {الْعَزِيزُ} الغالب على أمره، {الْحَكِيمُ} في تدبيره لخلقه؛ فأنى يكون له شريك في ملكه؟ وعن قتادة قوله:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ} ، قال: أرسل الله محمدًا إلى العرب، والعجم، فأكرمُهم على الله أطوعُهم له. ذُكِر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة، وسلمان سابق فارس» .