قال ابن جرير:{فَاسْتَفْتِهِمْ} ، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: فاستفت يا محمد هؤلاء المشركين الذين ينكرون البعث بعد الممات، والنشور بعد البلاء، يقول: فسلهم: {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً} ، يقول: أخلقهم أشدّ خلقًا أم من عددنا خلقه من: الملائكة، والشياطين، والسماوات والأرض؟ وعن ابن عباس قوله:{إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ} ، قال: هو الطين الحر الجيد اللزق.
وعن قتادة:{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} ، قال: عجب محمد عليه السلام من هذا القرآن حين أعطيه وسخر منه أهل الضلالة. {وَإِذَا ذُكِّرُوا
لَا يَذْكُرُونَ} أي: لا ينتفعون ولا يبصرون {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} يسخرون منها ويستهزئون. {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ} تكذيبًا بالبعث، {قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ} أي: صاغرون، {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} قال السدي: هي النفخة {فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ * وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ} ، قال قتادة: يدين الله فيه العباد بأعمالهم، {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} ، يعني: يوم القيامة.
وعن ابن عباس قوله:{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} يعني: أتباعهم ومن اتبعهم من الظلمة، {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} ، قال قتادة: