للإيمان، قابلة للكفر والعصيان، {وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ} أي: من حجة على صحة ما دعوناكم إليه.
{بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ * فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ * فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} ، يقول الكبراء للمستضعفين: حقت علينا كلمة الله إنا من الأشقياء الذائقين للعذاب يوم القيامة، {فَأَغْوَيْنَاكُمْ} ، أي: دعوناكم إلى
الضلالة، {إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} ، أي: فدعوناكم إلى ما نحن فيه، فاستجبتم لنا؛ قال الله تبارك وتعالى:{فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} ، أي: الجميع في النار، كل بحسبه، {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ إِنَّهُمْ كَانُوا} ، أي: في الدنيا، {إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} ، أي: أن يقولوها، كما يقولها المؤمنون. وعن قتادة:{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} ، يعنون: محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، {بَلْ جَاء بِالْحَقِّ} بالقرآن، ... {وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} ، أي: صدق من كان قبله من المرسلين. قال البغوي: أي: أنه أتى بما أتى به المرسلون قبله.
قال ابن كثير: يقول تعالى مخاطبًا للناس: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} ، ثم استثنى من ذلك عباده المخلصين، كما قال