الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ} قال: إبليس، وابن آدم الذي قتل أخاه {نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأسْفَلِينَ} ، قال ابن عباس: ليكونا أشد عذابًا منًا.
عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} ، قال: قد قالها الناس ثم كفر أكثرهم، فمن مات عليها فهو ممن استقام. وقال عكرمة: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله. وعن مجاهد:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} ، قال: أسلموا ثم لم يشركوا به حتى لحقوا به. وعن الزهري قال: تلا عمر رضي الله عنه على المنبر، {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} ، قال: استقاموا والله بطاعته، ولم يروغوا روغان الثعالب. وقال قتادة: استقاموا على طاعة الله. وكان الحسن إذا تلاها قال: اللهم فأنت ربّنا فارزقنا الاستقامة. وعن مجاهد:{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} عند الموت، {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا} قال: {أَلَّا تَخَافُوا} ما تَقْدُمُون عليه من أمر الآخرة، {وَلَا تَحْزَنُوا} ، على ما خلّفتم من دنياكم فإنا نخلفكم في ذلك كلّه {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} .
وعن السدي:{نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، نحن الحفظة الذين كنا معكم في الدنيا، ونحن أولياؤكم في الآخرة، {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} ، قال ابن كثير: أي: مهما طلبتم وجدتم وحضر بين أيديكم كما اخترتم،