قال البغوي:{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ} ، بالإنذار الذي جاءهم به صالح {فَقَالُوا أَبَشَراً} آدميًا، {مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ} ، ونحن جماعة كثيرة {إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ} ، مبين، ضلال: خطأ وذهاب عن الصواب {وَسُعُرٍ} ، قال ابن عباس: عذاب. وقال الفراء: جنون. {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} بطلاً متكبّر ... {سَيَعْلَمُونَ غَداً} ، حين ينزل بهم العذاب، {مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ * إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ} ، أي: باعثوها ومخرجوها من الهضبة التي سألوا أن يخرجها منها، {فِتْنَةً لَّهُمْ} ، محنة واختبارًا، {فَارْتَقِبْهُمْ} ، فانتظر ما هم صانعون، {وَاصْطَبِرْ * وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} ، وبين الناقة، {كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} ، قال مجاهد: يعني يحضرون الماء إذا غابت الناقة، فإذا جاءت حضروا اللبن، {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى} ، فتناول الناقة بسفيه، {فَعَقَرَ} . انتهى ملخصًا.
وعن الضحاك في قوله:{كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} ، قال: هو الشوك الذي تحظر به العرب حول مواشيها من السباع.
عن قتادة: قوله: {فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ} ، لم يصدّقوه، {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} ، وذكر لنا أن جبريل عليه السلام استأذن ربه في عقوبتهم ليلة أتوا لوطًا، وأنهم عالجوا الباب ليدخلوا عليه فصفقهم بجناحه وتركهم عميًا يتردّدون،