قال مجاهد: ما كان في القرآن: قتل الإنسان أو فعل بالإنسان، فإنما عني به الكافر. قال البغوي:{مَا أَكْفَرَهُ} ما أشد كفره بالله مع كثرة إحسانه إليه وأياديه عنده، على طريق التعجّب. قال الزجاج معناه: اعجبوا أنتم من كفره. وقال الكلبيّ ومقاتل: هو (ما) الاستفهام، يعني: أيّ شيء حمله على الكفر؟ ثم بين من أمره ما كان ينبغي معه أن يعلم أن الله خلقه فقال:{مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} .
وقال ابن كثير: ثم بين تعالى له كيف خلقه من الشيء الحقير، وأنه قادر على إعادته كما بدأه فقال تعالى:{مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ} ، قال البغوي: أطوارًا: من نطفة ثم علقة إلى آخر خلقه {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} قال ابن عباس: يعني بذلك: خروجه من بطن أمه
يسره له. وقال مجاهد: هو كقوله: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} .
{ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} ، قال البغوي: جعل له قبرًا يوارى فيه {ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ} أحياه بعد موته، {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} ، قال البغوي {كَلَّا} رد عليه، أي: ليس كما يقول ويظن هذا الكافر. وقال الحسن: حقًا، {لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} ، أي: لم يفعل ما أمره الله به ربه، ولما يؤد ما فرض عليه. ولما ذكر خلق ابن آدم ذكر رزقه ليعتبر فقال:{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} كيف قدره ربه ودبره له وجعله سببًا لحياته. وقال مجاهد: إلى مدخله ومخرجه. ثم بين فقال:{أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً} ، يعني: المطر، {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً} بالنبات {فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً} ، أي: الحبوب التي يتغذى بها