{وَعِنَباً وَقَضْباً} وهو القت الرطب، سمى بذلك لأنه يقضب في كل أيام: أي: يقطع. {وَزَيْتُوناً} وهو ما يعصر منه الزيت، {وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ} بساتين {غُلْباً} غلاظ الأشجار. وقال مجاهد: الغلب: الشجر الملتف بعضه في بعض.
{وَفَاكِهَةً} يريد: ألوان الفاكهة. {وَأَبّاً} ، يعني: الكلأ والمرعى الذي لم يزرعه الناس. قال قتادة: الفاكهة لكم، والأب لأنعامكم. وعن إبراهيم التيمي قال: سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال: (أيّ سماء تظلني، وأيّ أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟) وعن أنس قال: قرأ
عمر بن الخطاب رضي الله عنه:{عَبَسَ وَتَوَلَّى} فلما أتى على هذه الآية: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ، قال:(قد عرفنا الفاكهة فما الأب؟ فقال: لعمرك يا ابن الخطاب، إن هذا لهو التكلف) ؛ قال ابن كثير: وهذا محمول على أنه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه، وإلا فهو وكل من قرأ هذه الآية يعلم أنه من نبات الأرض، لقوله:{فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} .
وقوله تعالى:{مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} ، أي: عيشة لكم ولأنعامكم في هذه الدار إلى يوم القيامة.