يأتي من بعدهما اسمه أحمد، والعديد من الآيات القرآنية تخبرنا بوضوح تام بأنه صلى الله عليه وسلم مرسل إلى البشرية جمعاء، وهناك شهادات لا حصر لها يمكن استخراجها من الحديث والتاريخ على عالمية رسالته وإنسانية نبوته. والنتيجة المنطقية والشهادة المنطقية هي أن هذه الجماعة الضخمة من البشر قد اعترفت به رسولاً لله مرسلاً للناس كافة، ولما كانت نبوته ورسالته للناس كافة فإن النتيجة اللازمة والمنطقية هي أنه خاتم النبيين وخاتم المرسلين، بالإضافة إلى هذا فإن الحفاظ على القرآن الكريم وتعليمات الإسلام حتى يوم القيامة هو شهادة منطقية على ختم نبوته عليه السلام. هذا بالإضافة إلى الشهادات العديدة التي لا تقبل الرفض والتي تتخلل جميع مصادر التاريخ الإسلامي ومراجعه، ومع ذلك يلاحظ إصرار المستشرقين وعنادهم وتغاضيهم عن جميع تلك الحقائق والشواهد.
أما الشطر الثاني من دعواهم فتتضح حقيقته في السطور التالية:
[تبليغ الدين ونشر الإسلام:]
قام المستشرقون وأعداء الإسلام بالهجوم هجومًا خطرًا على أهم أبواب التاريخ الإسلامي ألا وهو تبليغ الرسالة -وهي الفريضة الأساسية- قائلين بأن نشر الإِسلام في العهد النبوي قد تم على نطاق محدود جدًّا.
وطبقًا لتفكيرهم فهم يعتبرون أن الحياة النبوية في مكة [١٣ سنة] كانت محدودة التوفيق والنجاح، وفي خارج مكة أسلم عدد قليل جدًا من الأشخاص، وفي حياته بالمدينة [١٠ سنوات] لم يستطع أن يعطي لفريضة التبليغ حقها؛ لأنه اضطر في معظم الأوقات أن يواجه قريشًا وبقية القبائل العربية، وأن يخوض معها قتالاً مسلحًا. وعام الوفود (٩ هـ/ ٦٣٠ - ٦٣١ م) الذى يشهد بأن الجزيرة العربية بأكملها قد قبلت الإسلام. هو أيضًا غير مقبول لدى المستشرقين، لأنه طبقًا لتفكيرهم فإن معظم القبائل العربية قد