ويخضعون لحكمه ودستوره، وفي السرايا كان يعين قائدًا للجيش الإسلامي نائبًا عنه، وقد وصل عدد هؤلاء طوال العهد النبوي إلى ٧٤ قائدًا، وكان تعيينهم يتم طبقًا لما لهم من كفاءة ولياقة، وطبقًا للظروف والملابسات المحيطة بالمواقف ذاتها لا طبقًا لعوامل تتعلق بالقبيلة أو النسب أو الحسب أو ما إلى ذلك، بالإِضافة إلى ذلك فيما يتعلق بتعيين ضباط الجيش الآخرين، فقد عين رسول الله أصحاب الألوية، ضباط الطلائع، العيون، الدليل، أصحاب المغانم والأسرى، أصحاب السلاح والفرس، والضباط محافظي المجموعات. وتم تقسيم النظام المدني إلى نظام مركزي ونظام إقليمي، وداخل النظام المركزي احتل خلفاء الرسول المكانة الأهم، فكانوا يتولون الإشراف على أمور الأمة في غيابه، وبعدهم يأتي المستشارون والكتبة وسفراء النبي، وخص بعض " الضباط " لتصفية القضايا، والوقوف على الأمور الخاصة. وكان للشعراء والخطباء مكانة هامة أيضًا، فقد كانوا يدافعون عن الدولة الإسلامية عن طريق الإِعلام والدعاية الصادقة، وكان أهم مسئول في الأقاليم الحكومية هو الوالي أو الحاكم الذي كان يعين ويرسل من المدينة المنورة، وكان في الأصل ممثلاً للسلطة المركزية لدى أهل القبائل وفي الأقاليم، وقد ورد ذكر تعيين ٣٢ حاكمًا (واليًا) في ٢٦ إقليم أو ولاية، وكان يساعد الحاكم أو الوالي مسئولون محليون وكانوا بصفة عامة من شيوخ القبائل، وعلاوة على ذلك كانت هناك بعض المسئوليات والمناصب التي يتولاها بعض المسئولين في الحكومة المركزية وفي الأقاليم أيضًا مثل الحاجب وغير ذلك، وكانت شئون الحكم تدار بالتعاون بين المسئولين المحليين والإِقليميين ومسئول الحكومة المركزية، وكان جميع هؤلاء يقومون بإدارة شئون البلاد تحت إشرافه صلى الله عليه وسلم وطبقًا لإرشادات الأحكام القرآنية.
وفي النظام النبوي كان نظام المالية يضم عدة مناصب ومسئوليات؛ ففى الحكومة المركزية كان هناك عمال الصدقات المركزيين، كما كان هناك في