للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورأسُ أولئك اليهود عليهم من الله - سبحانه وتعالى - ما يستحقون من اللعن والهوان والنكال في الدارين. (١)

إنَّ فقه مواقع الأسماء الحسني في البيان القرآنيّ من أعظم الفقه، فموقع الاسم فيه كاشف عن لطيف معانيه، وتدبُّر سياقه وموقعه ومناظرته بما قاربه في أصل معناه وسياق مواقعه مفتاح من مفاتيح فهم معاني الأسماء الحسني ذلك الفهم الذي أرى أنّه وجه من وجوه الإحصاء الذي حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عليه (إنّ لله تسعة وتسعين اسمًا، مئة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنّة) (البخارى: التوحيد- فتح:١٣- ٣٣٢)


(١) - ومما هو من الاستطراد غير العقيم تفريق "الطيبيّ" بين الأسماء الثلاثة (الخالق البارئ المصور)
" قال الطيبيّ: قيل إنّ الألفاظَ الثلاثة مترادفة، وهذا وهْمٌ، فإنّ الخالق من الخلق، وأصله التقدير المستقيم، ويطلق على الإبداع، وهوإيجاد الشيء على غير مثال، كقوله تعالى " خلق السَّمواتِ والأرضِ "، وعلى التكوين كقوله تعالى: " خلق الإنسانَ من نّطفةٍ"٠
والبارئُ من البرء، وأصله خلوص الشيء عن غيره، إمَّا على سبيل التّفصِّي منه، وعليه قولهم: برء فلانٌ من مرضِهِ، والمديون من دينه، ومنه استبرأت الجارية، وإمَّا على سبيل الإنشاء، ومنه برأ الله النسمة.
وقيل: البارئ الخالق البريءُ من التفاوت والتنافر المخلين بالنظام.
والمصوِّرُ مبدِعُ صور المخْتَرَعَاتِ ومرتبها بحسب مقتضى الحكمة من غير تفاوت ولا اختلال ومصوِّرُه في صورة يترتب عليها خواصُّه ويتمُّ بها كماله.
والثلاثة من صفات الفعل إلا إذا أُريدَ بالخالق المقدِّر، فيكون من صفات الذَات؛ لأنَّ مرجع التقدير إلى الإرادة، وعلى هذا فالتقدير يقع أولاً، ثُمّ الإحداث على الوجه المقدر يقع ثانيا، ثُمّ التقدير بالتسوية يقع ثالثًا)) فتح الباري:١٣/٣٣٣..

<<  <   >  >>