للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي من فرائد القرآن الكريم التى لم تتكرر فيه (١)

وإذا ما نظرنا في مدلول مفردات هذ المادة في القرآن الكريم رأينا الغالب عليها أيضًا ذلك المعنى مما يؤكد أنها تصطفى لإبرازه في السياق الذي ترد فيه (النمل:١٨، الزمر:٢١، الواقعة: ٦٥، الحديد: ٢٠)

وكانت إشارة" الحرالي" التى نقلها عنه" البقاعي" في شأن أسماء " النار" ومواقع البيان بكلِّ اسمٍ في القرآن الكريم إشارةً ماجدةً حاملةً كثيرًا من لطيف المعانى، وهذا يلفت نظرنا إلى أهمية الوقوف عند البيان بأسماء الجزاء على الطاعات والمعاصي وعلاقة ذلك بكل ما يقابله من كسب العباد إن خيرًا وإن شرًا، وفي هذا بيان من الله - عز وجل - لعباده أن جزاءهم من جنس أعمالهم، فعلى العبد أن يتخير الجزاء الذي يريد. وهذا يبرز عظيم مسئولية العبد على ما كسبت يداه.

ويضاف إلى الذي مضى من تناسب مدلول المادة للسياق ما أحدثه ذلك الاصطفاء من تناسب نغميّ بين: " همزة، لمزة، حطمة " وهذا التناغم ذو فاعلية في إبراز المعانى وتصويرها

والبقاعي كما رأيت ذو قدرة على إدراك منزلة اصطفاءالكلمات لمدلول مادتها المستحضر في قلب المتلقي الواقع الذي يثقف القرآن الكريم بإيقاعه في القلوب النفس الإنسانية، فتنفر من تلك الأفاعيل البغيضة فرار من ذلك الجزاء المهين، ولتعلم أن كل متكبر جبار سيلقى في الآخرة من الهوان ما يضارع تكبره وتجبره.


(١) - للقرآن الكريم فرائد لا تتكرر: كلمات: مادة وصيغة وموقعا ومدولا، وتراكيبَ وصورًا ومشاهدَ قصصيّة وأحكامًا شرعية.... جديرة بالتدبُّر والتأويل البياني. وإنّي ما أزال في طور الجمع لهذه الفرائد من البيان القرآنيّ الكريم أعدادًا لتدبرها وتأويلها تأويلا بيانيّا، ولعلّ الله يعين ويسدد ويتقبل ...

<<  <   >  >>