[الحديث المدلس]
. . . . . . . . . وما أتى مدلَّسًا نوعان
١٩ - الأول الإسقاط للشيخ وأن ... ينقل عمن فوقه بعن وأن
٢٠ - والثاني لا يسقطه لكن يصف ... أوصافه بما به لا ينعرف
التدليس: مأخوذ من الدَّلَسِ، وهو اختلاط النور بالظلام.
فكأن المدلس يُعَمِّي على الناظر في الحديث.
التدليس: رواية الراوي عمن لقيه وسمع منه ما لم يسمعه منه، بصيغة تحتمل السماع وعدمه كـ: " عن " و " قال ".
[فإن روى الراوي عمن عاصره ولم يلقه، أو لقيه ولم يسمع منه، فإنه يكون: مرسلا خفيا] ز.
التدليس - كما قال الناظم - على قسمين:
والواقع أنه أكثر من قسمين، ولكنّ القسمين اللذين ذكرهما الناظم هي أشهر أنواعه:
١ - تدليس الإسناد: أن يسقط الراوي شيخه الذي حدثه بالحديث، ويروي الحديث عن شيخ شيخه - الذي لقيه وسمع منه -، بصيغة تحتمل السماع وعدمه.
٢ - تدليس الشيوخ: هو أن يسمي شيخه أو ينسبه أو يكنيه أو يلقبه بما لا يُعرف به، حتى لا يُعرف.
مثاله: عطية بن سعد العوفي، هذا الراوي تكلم فيه أهل العلم لعدة أسباب، من أهمها: تدليسه القبيح الذي يستخدمه، وعطية بن سعد العوفي يروي عن أبي سعيد الخدري وهو صحابي، ويروي عن محمد بن السائب الكلبي وهو تابعي كذاب.
محمد بن السائب الكلبي: اشتهر بكنية هي: أبو هشام، لأن له ابناً اسمه: هشام، وهو كذاب مثل أبيه، وله ابن يُقال له: سعيد فيقول عطية بن سعد العوفي في بعض الأحيان: حدثني أبو سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا، وهو لا يقول: " سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم " لأنه أبا سعيد هذا (محمد بن السائب) لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقول: حدثني أبو سعيد الخدري، لئلا يقع في الكذب.
وهذا تدليس قبيح من عطية بن سعد العوفي، ولهذا تكلم أهل العلم فيه.
وليس كل من دلس تدليس الشيوخ يكون فعله مذموما، فقد يكون من باب التنويع في الرواية، كما حصل من الخطيب البغدادي مع شيخه الأزهري، فكونه يروي عنه - مثلا - عشرة أحاديث كلها يقول فيها: حدثني الأزهري، حدثني الأزهري .... إلخ، يرى أن في هذا شيئا من الملل، فمرة يقول: حدثني الأزهري، ومرة يقول: حدثني أبو بكر، يعني ينوع اسمه، وهو معروف عند أهل الاختصاص الذين لهم عناية بالأسانيد.
وتوجد أنواع أخرى للتدليس، منها:
٣ - تدليس البلدان.
٤ - تدليس التسوية.
٥ - تدليس القطع.
٦ - تدليس الاستئناف.
٧ - تدليس العطف.