ابتدأ بالبسملة اقتداء بكتاب الله، ويُروى في ذلك حديث:" كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر "، ولكن الراجح أنه ضعيف من مراسيل الزهري، ويغني في الاستدلال على مشروعية البداءة بالبسملة إرشاده عليه الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب بكتابة " بسم الله الرحمن الرحيم " حتى اعترض من اعترض من المشركين.
١ - أبدأ بالحمد مصليا على ... محمد خير نبي أرسلا
قوله:" خير نبي أرسلا "، لقوله صلى الله عليه وسلم:" أنا سيد ولد آدم، ولا فخر "، ويعارضه حديث:" لا تفضلوني على يونس بن متى "، ولا معارضة، لأن النهي عن تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على يونس بن متى هو أن يونس عليه الصلاة والسلام ورد في حقه شيء من العتاب، فإذا فضل النبي صلى الله عليه وسلم على يونس بن متى بخصوصه، قد يوهم شيئا من الازدراء لهذا النبي الكريم، وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم خير الأنبياء ولا منازع في هذا.
وقوله:" نبي أرسلا "، ولم يقل:" رسول أرسلا "، لأجل أن يصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالوصفين، بالنبوة والرسالة، وفرق بعض أهل العلم بين الرسول والنبي، واختلفوا في ذلك.
٢ - وذي من اقسام الحديث عده ... وكل واحد أتى وحده
" وذي " أي: هذه، وهذا إشارة إما إلى أنواع علوم الحديث التي يريد التحدث عنها، وإما إلى منظومته هذه التي تضمنت بعض أنواع علوم الحديث.
" من اقسام الحديث عده "، أي عدد من أنواع علوم الحديث، وذكر اثنين وثلاثين (٣٢) نوعا من أنواع علوم الحديث، والعلماء اجتهدوا في تقسيم علوم الحديث، فبعضهم جعلها تسعة وأربعين (٤٩) نوعا، وبعضهم زاد، وأشهر من عُرف بهذا التقسيم ابن الصلاح فجعل مقدمته تحتوي على أربعة وستين (٦٤) نوعا، وتبعه العلماء على ذلك، كالحافظ العراقي في الألفية، وكذلك الحافظ السخاوي في شرحه على الألفية وسمى كتابه (فتح المغيث).
" وكل واحد " من هذه الأنواع " أتى وحده " أي: جاء مع تعريفه. . . . . . . . .