للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال قتادة: كظيم على الحزن, قلم يقل إلا خيراً, مع قوله تعالى: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} (١). وقوله تعالى عنه في أول السورة: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}.

وقد جاء في أثرٍ مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من بث لم يصبر" لكن يعقوب -عليه السلام- ابيضت عيناه من البكاء ولم يناف حُزنه وبكاؤه وصبره, فإنه - عليه السلام- ما شكا بثه وحزنه إلى مخلوق, وإنما شكاه إلى الله (٢).

وحُكي عن شريح أنه قال: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات وأشكره, إذ لم تكن أعظم مما هي, وإذ رزقني الصبر عليها, وإذ وفقني الاسترجاع لما أرجوه فيه من الثواب, وإذ لم يجعلها في ديني (٣).

ومما ينافي الصبر شق الثياب عند المصيبة, ولطم الوجه, والضرب بإحدى اليدين على الأخرى, وحلق الشعر, والدعاء بالويل (٤).

وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أم سلمة -رضى الله عنها- قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمر الله: إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم أجرني في


(١) يوسف: ٨٦.
(٢) تسلية أهل المصائب ٢٢٣.
(٣) تسلية أهل المصائب ٢٩٠.
(٤) عدة الصابرين ٣٢٥.

<<  <   >  >>