للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دواءً من الابتلاء والامتحان على قدر حاله, يستفرغ منه الأدواء المهلكة, حتى إذا هذبه ونقاه, وصفّاه, أهله لأشرف مراتب الدنيا وهى عبوديته, ورقّاه أرفع ثواب الآخرة وهى رؤيته (١).

وهذا أبو الدرداء يُعلمنا بثلاثة أمور تُضعف الإنسان وتجعله قريباً إلى خالقه فقال: ثلاثة أحبهن ويكرههن الناس: الفقر والمرض والموت, أحب الفقر تواضعاً لربي, والموت اشتياقاً لربي, والمرض تكفيراً لخطيئتي (٢).

وقال بعض السلف: ثلاثة يُمتحن بها عقول الرجال: كثرة المال, والمصيبة, والولاية (٣).

وقال يزيد بن ميسرة: إن العبد ليمرض المرض, وما له عند الله من عمل خير, فَيُذَكِّره الله سبحانه بعض ما سلف من خطاياه, فيخرج من عينه مثل رأس الذباب من الدمع من خشية الله, فيبعثه الله إن بعثه مطهراً, أو يقبضه إن قبضه مطهراً (٤).

ولا يصيب العبد من المصائب إلا بذنوبه قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.

هذا محمد بن سيرين يقول لما ركبه الدين واغتم لذلك: إني


(١) تسلية أهل المصائب ٣٤.
(٢) السير ٢٠/ ١٤٩.
(٣) تسلية أهل المصائب ١٧.
(٤) عدة الصابرين ١٥٠.

<<  <   >  >>