للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما ننعم به من نعم الأمن وسعة العيش وتيسر المواصلات وكثيرٌ لا يحصيه إلا الله إنما هى بلية إذا لم تكن مما يقرب إلى الله وإذا لم تكن وسيلة إلى الطاعة والعبادة.

قال سلمة بن دينار: كل نعمة لا تقرب من الله -عزّ وجل- فهى بلية (١).

ويجب أن نستفيد من هذه النعم في الدعوة إلى الله وإلى نشر العلم الشرعي بين الناس وإلى كل عمل يحبه الله ويقربنا إليه زلفى.

قال يونس بن محمد المكي: زرع رجل من أهل الطائف زرعاً, فلما بلغ أصابته آفة فاحترق فدخلنا عليه لنسليه فيه, فبكى وقال: والله ما عليه أبكي ولكن سمعت الله تعالى يقول: {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ} (٢).

فأخاف أن أكون من أهل هذه الصفة, فذلك الذي أبكاني (٣).

احمد الله على كل حال ... إنما الدنيا كفيء الظلال

إنما الدنيا مناخٌ لراكب ... يسرع الحث بشد الرحال


(١) صفة الصفوة ٢/ ١٥٧.
(٢) آل عمران: ١١٧.
(٣) تسلية أهل المصائب ٥٨.

<<  <   >  >>