للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ربَّ مغترٍ بها قد رأينا

نفسه فوق رقاب الرجال (١)

قال ثابت البناني: انطلقنا مع الحسن إلى صفوان بن محرز نعوده, فخرج إلينا ابنه, وقال: هو مبطون لا تستطيعون أن تدخلوا عليه, فقال الحسن: إن أباك إن يؤخذ اليوم من لحمه ودمه فيوجد فيه, خير من أن يأكله التراب (٢).

وليعلم المصاب أن ما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقى عليه, ويكفيه من ذلك بيت الحمد الذي يُبنى له في الجنة على حمده لربه واسترجاعه على مصيبته, فلينظر أي المصيبتين أعظم, مصيبته العاجلة بفوات محبوبه, أو مصيبته بفوات بيت الحمد في جنة الخلد؟

وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يود ناسٌ لو أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل الدنيا".

وليعلم المصاب الجازع, وإن بلغ به الجزع غايته ونهايته فآخر أمره إلى صبر الاضطرار وهو غير محمود ولا مثابٌ عليه. فإنه استسلم للصبر وانقاد إليه على رغم أنفه (٣).

وقد نظر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى عدي بن


(١) أبو العتاهية ٣٦١.
(٢) عدة الصابرين ١٢٠.
(٣) تسلية أهل المصائب ٣٦.

<<  <   >  >>