للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخي الحبيب:

عليك بالصبر إن نابتك نائبة ... من الزمان ولا تركن إلى الجزع

وإن تعرضت الدنيا بزينتها ... فالصبر عنها دليل الخير والورع (١)

قال الحسن: ما جرعتين أحب إلى الله من جرعة مصيبة موجعة محزنة ردها صاحبها بحسن عزاء وصبر وجرعة غيظ ردها بحلم (٢).

قال بعض السلف: فقد الثواب على المصيبة أعظم من المصيبة (٣).

وقد قال الفضيل بن عياض: إذا أحب الله عبداً أكثر غمه, وإذا أبغض عبداً وسع عليه دنياه (٤).

ومن تسلية أهل المصائب: أن ينظر المصاب ويفرق بين أعظم اللذتين والمتعتين تمتع الحياة الدنيا الفانية, وتمتع الدار الآخرة الباقية, وأدومهما لذة وتمتعاً بما أصيب به, ولذة تمتعه بثواب الله له على قوله وفعله من استرجاع وصبر ونحوه فإن ظهر له الرجحان فآثر الراجح فليحمد الله على توفيقه له. وإن آثر المرجوح من كل وجه


(١) مكاشفة القلوب ١٣٢.
(٢) ١٢٧ عدة الصابرين.
(٣) تسلية أهل المصائب ١٧٣.
(٤) شذرات الذهب ١/ ٣١٨.

<<  <   >  >>