للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فليعلم أن مصيبته في عقله وقلبه ودينه, أعظم من مصيبته التي أصيب بها في دنياه (١).

وعن سفيان قال: ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة (٢).

وهذا عكس فهمنا اليوم فنحن نعد الرخاء نعمة والبلاء مصيبة .. وما ذاك إلا من ضعف علمنا وقصر فهمنا وحبنا للدنيا الفانية ورغبتنا في الراحة والدعة.

قال سفيان -رحمه الله- قد أنعم الله على عبد في حاجة أكثر من تضرعه إليه فيها (٣).

والغالب اليوم ينسى الدعاء حتى تصيبه المصائب, والله -جل وعلا- يحب عبده الداعي .. فيجب -يا أخي- الإكثار من الدعاء في حال العافية والسلامة ومتى ما أصيب الإنسان كانت الحاجة إلى الدعاء أكبر لتفريج الهم وإزالة البلاء.

مر الربيع بن أبي راشد برجل به "زمانة" (٤) فجلس يحمد الله ويبكي, فمر رجل فقال: ما يبكيك رحمك الله؟ فقال: ذكرت أهل الجنة وأهل النار فشبهت أهل الجنة بأهل العافية, وأهل النار بأهل


(١) تسلية أهل المصائب ٢٨.
(٢) السير ٧/ ٦٦.
(٣) تسلية أهل المصائب ١٧٢.
(٤) * الزمانة مرض يدوم ولا يرجى برؤه.

<<  <   >  >>