للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى من لا يرحمك (١).

تلذ له الشكوى وإن لم يجد بها ... صلاحاً كما يتلذ بالحكَّ أجربُ (٢)

ولكن لنعود لمريض من سلفنا كيف كانت زيارته وماذا يقول لزائريه؟

قال عبدالعزيز بن أبي روّاد: رأيت في يد محمد بن واسع قرحة, فكأنه رأى ما شق عليَّ منها, فقال: تدري ما لله عليَّ في هذه القرحة من نعمة؟ قال: فسكت فقال: حيث لم يجعلها على حدقتي ولا طرف لساني ولا على طرف ذكري, قال: فهانت علي قرحته (٣).

أخي الحبيب:

ليس المؤمن بالذي يؤدي فرائض العبادات صورة ويتجنب المحظورات فحسب, إنما المؤمن هو الكامل, لا يختلج في قلبه اعتراض, ولا يساكن نفسه فيما يجري وسوسة, وكلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه وقوي تسليمه, وقد يدعو فلا يرى للإجابة أثراً, وسره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك وله مالكٌ يتصرف بمقتضى إرادته, فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المناظرة, كما جرى لإبليس والإيمان القوي يبين أثره عند قوة


(١) السير ١/ ٤٣٩.
(٢) موارد الظمآن ٢/ ٤٧.
(٣) صفة الصفوة ٣/ ٢٦٨.

<<  <   >  >>