للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البلاء (١).

قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في شرح مسلم: عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومُحيت عنه بها خطيئة" وفي رواية: "إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه خطيئة" قال: وفي هذه الأحاديث بشارةُ عظيمة للمسلمين فإنه قل أن ينفك الواحد منهم ساعة من شيء من هذه الأمور, وفيه تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصائب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها (٢).

وروي في الخبر أنه لما نزل قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} قال أبو بكر -رضي الله تعالى عنه-: يا رسول الله كيف الفرح بعد هذه الآية؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غفر الله لك يا أبا بكر؟ ألست تمرض؟ أليس يصيبك الأذى؟ أليست تنصب؟ أليس تحزن؟ فهذا مما تجزون به". يعني أن جميع ما يصيبك يكون كفارة لذنوبك.

واعلم أن العبد لا يدرك منزلة الأخيار إلا بالصبر على الشدة والأذى وقد أمر الله تعالى نبيه -عليه الصلاة والسلام- بالصبر فقال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} (٣).


(١) صيد الخاطر ٣٦٠.
(٢) تسلية أهل المصائب ٢٩٢.
(٣) تنبيه الغافلين ١٣.

<<  <   >  >>