للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: فبسمعك؟ قال: لا, قال فبلسانك؟ قال: لا, ثم قال يونس: أرى لك مئين ألوفاً وأنت تشكو الحاجة (١).

ولننظر في حال من سبقنا ماذا يرجون في حال المرض؟ قال الحسن .. كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة لما سلف من الذنوب.

وقال إبراهيم النخعي: كانوا يستحبون للمريض أن يجهد عند الموت (٢).

وكانوا يقولون: آخر شدة يلقاها المؤمن عند الموت (٣).

ولنرى سعد بن أبي وقاص وهو المعروف بإجابة الدعوة قيل له: لو دعوت الله لبصرك -وكان قد أضّر- فقال: الله أحبّ إليّ من بصري (٤).

والحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه فإن الأمر كما قال سليمان التيمي: إن الله أنعم على العباد على قدره, وكلفهم الشكر على قدرهم (٥).

ومن نعم تسلية أهل المصائب: أن ينظر العبد بعين بصيرته, فليعلم أن مرارة الدنيا هى بعينها حلاوة في الآخرة, يقبلها الله تعالى, وحلاوة الدنيا هي بعينها مرارة في الآخرة, ولأن ينتقل من


(١) السير ٦/ ٢٩٢.
(٢) تسلية أهل المصائب ٣٧.
(٣) تسلية أهل المصائب ٩٧.
(٤) جامع العلوم والحكم ٤٤٨.
(٥) كتاب الشكر ١١.

<<  <   >  >>